"أبو غالب: جنٌّ من عالم الأساطير يروي قصته في غابة الظلال"
في عالم الأساطير والخيال، تتواجد الجن ككائنات خرافية تنتمي إلى عالم الأشباح والكائنات الخارقة، وهي مرتبطة بالعديد من القصص والحكايات الرومانسية والمخيفة. هنا سأقدم لك روية قصيرة تدور حول جنٍ واحد:
في أعماق غابة نائية، توجد مغارة قديمة تُعتبر بوابة إلى عالم الأرواح. يقول الأهالي إنهم يسمعون أصواتًا غامضة ويرى بعضهم ظلالًا غريبة تنتقل بسرعة خارج المغارة في أوقات الغسق. لكن هذه القصص بالنسبة لمالك المغارة الحالي، الشاب الشجاع يوسف، لم تكن إلا خرافات وأساطير.
في ليلة من الليالي، عندما كان يوسف يجهز الحطب للتدفئة، شعر برياح باردة تتجاوز حدود المعتاد. نظر حوله بحذر، وفي تلك اللحظة رأى وهجًا أزرقًا ينبعث من المغارة. بقوة شجاعته، دخل المغارة ليرى ما يحدث.
هناك، وسط الظلام، وجد يوسف جنًّا جالسًا على صخرة. كانت عيناه كالفضاء المجهول، وجسده محاط برقة غامضة. حاول يوسف أن يهمس بسؤال، لكن الكلمات لم تخرج من فمه. عاود المحاولة، وعندئذٍ أخذ الجنّ يتحدث.
الجن قال: "من أنتَ؟ وما الذي يجلبكَ إلى هذا المكان المحظور؟"
أجاب يوسف بثقة: "أنا يوسف، مالك هذه المغارة. لقد سمعت الكثير من القصص عن وجود الجنّ، وأردت أن أتأكد بنفسي."
علت ضحكة خفيفة من فم الجنّ وقال: "إنني أبو غالب، جن من هذه الغابة. لا تقلق، لست هنا لكي أضرّ بك. أنا مجرد كائنٌ قديمٌ أصبحت نادرًا ما يذكرني الناس."
صارح يوسف: "أنت تبدو أقدم من الزمن نفسه. أخبرني بقصتك."
فأخذ أبو غالب يروي قصته، قصة عن حب وخيانة، وكيف أُلقي عليه لعنة طوال العصور. عاش يوسف مغمورًا في قصة الجنّ القديم، وكان أبو غالب سعيدًا بأن يجد أحدًا يستمع إلى حكايته بصدق.
مع مرور الوقت، أصبح يوسف وأبو غالب أصدقاء. وقد أصبحت المغارة مأوى للجنّ العجوز. وعلى مدى السنين، انتقلت قصة أبو غالب ويوسف من شفاه الناس إلى أجيال جديدة، مما جعل الجنّ العجوز جزءًا من أسطورة أخرى في تلك الغابة الساحرة.
0 Commentaires